منذ استقبالي في مايو الماضي للبرتغالي مانويل جوزيه في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لحظة وصوله لتدريب فريق الاتحاد وأنا اقرأ في عينيه حزنه لترك النادي القاهري، حاولت أقنع نفسي بأن جوزيه مقتنع بعمله الإحترافي وتجربته التدريبية الجديدة في السعودية، إلا أنه فاجأ الجميع بإرتدائه القميص الأحمر ليس في أول لقاء رسمي مع ناديه الجديد فقط، بل إرتدى تلك الفانيلة بعدة مباريات وكأن لسان حاله يقول بأن هناك قصة عشق "سرمدي" تربطه مع الشياطين الحمر حتى وإن كان قد خرج من تلك القلعة
القاهرية ومودعها بالعديد من البطولات المحلية والقارية.
الرجل "الستيني" قضى أيامه في "جدة" السعودية بشخصية قوية ومختلفة مع سياسة النادي "الحجازي" حاول وجاهد على الوصول للإنسجام، إلا أنه ومنذ الوهلة الأولى إصطدم بالنجم المدلل للنادي الغربي فما كان منه إلا أن أعلن إيقافه وإبعاده عن التدريبات وعدم حاجته لعودته مجدداً لفريقه رغم نجوميته المطلقة في قرار جريء لم يتخذه من قبل أي مدرب درب في النادي "الجداوي"، ليسير الفريق بطريقة ملائمة وبنتائج مرضية لجمهوره قبل أن يعود النجم المدلل بعد توصيات وتدخلات شرفية أقنعت جوزيه بإعادته مع باقي زملائه، لتعود نتائج الفريق في النزول حتى وصل لعدد "ثمان" تعادلات في دوري زين
متتالية، ليرفع البرتغالي قبعته إحتراماً لتاريخه بعد أن قرأ عدم الرغبة الداخلية في استمراره والصمت خوفاً من "الشرط الجزائي".
وعاد جوزيه ليؤكد استعدادته لدفع القيمة الجزائية وقدم استقالته للإدارة الاتحادية ومغادراً الأراضي السعودية في ظرف 48 ساعة متجهاً لبلاده البرتغال.
فرغم سفره إلا أن هناك من حزن في النادي السعودي على وداعه وهناك من "فرح" لاستقالته حتى يعود لراحته في اتخاذ قراراته ويسير وفق ما تشتهي أهوائه داخل ناديه بعيداً عن سياسة الحزم والشدة التي اتخذها جوزيه طيلة فترة عمله في السعودية، فأتذكر موقفا حصل لي شخصيا وأنا أعمل في قناتي السعودية الرياضية من خلال برنامج "مباشر"، حين تواجدت لنقل تدريبات نادي الاتحاد على الهواء مباشرة، فوجدت من تحدث معي من اللاعبين طلباً لإجراء اللقاءات الميدانية بعد نهاية التدريب، ولكن تفاجأت بعد النهاية مانويل جوزيه وقف في منتصف الملعب وناظر لاعبيه بتلك "النظارة" ويده خلف ظهره بمعنى التوجه مباشرة إلى غرف تغيير الملابس وعدم إجراء اللقاءات التليفزيونية، وبالفعل لم يجرأ أي لاعب في الحضور وانصرفوا لغرف تغيير ملابسهم رغم القناعة السابقة لهم في الحوارات، ولكن صرامة القرار الفني كانت أقوى وهذا ما نحتاجه بالفعل في كل الأندية العربية حتى تسير وفق معايير محددة وتتجه نحو النجاحات والبطولات والإنجازات.
ختاما لا أود الإطالة عليكم ولكن قرأت في ملامح ذلك "الستيني" علاقة الحب التي تربطه بالأهلي المصري منذ وداعه وحتى وهو يدرب غيره وأكد وتأكدت بأنه سيعود وذكرتها "للزعيم" أحمد شوبير في مداخله هاتفية بأنه سيعود فقال لي الأهلي قفل ملفه ولن يتعاقد معه والبديل سيكون لم يحدد، فعدت وقلت للمميز شوبير (مانويل أهلاووووي) وكل المؤشرات تؤكد عودته للأهلي المصري، لتصلني تلك المعلومة بأن جوزيه (الجمعة) أو (السبت) سيكون في "أم الدنيا"، وبالفعل سعدت جدا وأنا أشاهده مجددا في قاهرة المعز بالله وهو يمضي عقد العام والنصف مع عشقه الأهلي.