الفاصوليا الخضراء... دواء لكل داء

نظراً إلى انتشار الإصابة بأمراض القلب، لا يتوقف بحث الأطباء عن وسائل مفيدة وسهلة لحماية القلب وشرايينه. وأفضل وسائل الوقاية القلبية: الغذاء الجيد، ممارسة الرياضة البدنية، عدم التدخين وتجنّب السمنة. من ناحية أخرى، يبحث الأطباء عن وسائل لإعطاء العظام وأنسجتها عناصر غذائية تساعد في الحفاظ على هيكل عظمي سليم.

قرون الفاصوليا الخضراء أو اللوبياء، أحد المنتجات النباتية الغذائية التي تحتوي على فوائد كثيرة لصحة القلب والعظام.

تزوّد الفاصوليا الخضراء جسمنا بعناصر غذائية مهمة، إذ تحتوي الحصة الغذائية منها على أكثر من 20% من حاجة الجسم اليومية للفيتامينات C وk وe، بالإضافة إلى الألياف ومعدن المنغنيز.

إذا تناولت 120 غراماً من الفاصوليا الخضراء، التي تحتوي على 40 سعرة حرارية تقريباً، تقدّم لجسمك 10% من حاجته اليومية الى معادن البوتاسيوم والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والنحاس ومادة تريبتوفان وفيتامين الفوليت وفيتامين 2B، ونحو 5% من حاجته اليومية الى معدن الفسفور والبروتينات ودهون أوميغا3 وفيتامين 3B.

تتوافر الفاصوليا الخضراء في الأسواق طوال العام، لكن أجود أنواعها يُقطف خلال فصلي الصيف والخريف.

تقوية العظام
تحتاج العظام إلى توافر المواد الخام اللازمة لبناء نسيج الخلايا العظمية والكولاجين والترسّبات الكلسية المعدنية بين خلايا العظام. تقدّم الحصة الغذائية من قرون الفاصوليا الخضراء للجسم 25% من حاجته اليومية الى الفيتامين K. وهذا الفيتامين، بالإضافة إلى أنه أساسي ومهم جداً في إبعاد خطر تجلط الدم، فهو مهم وأساسي أيضاً لبناء عظام سليمة وقوية. وذلك من ناحيتين:

1 - يمنع زيادة نشاط خلايا أوستيوكلاست العظمية Osteoclastsالتي تفتت أجزاء العظام الصلبة والمتكلسة، فتذوب المعادن فيها وتدخل بالتالي إلى الدم.

2- يزيد نشاط الـ Osteocalcin وهو عبارة عن بروتين غير كولاجيني موجود في العظام ومهمته تسهيل عملية تثبيت الكالسيوم داخل العظام.

العظام أنسجة مليئة بخلايا حية وأوعية دموية، لذلك ينبغي أن تجري فيها عمليات متواصلة من البناء والهدم كي يتشكّل في الجسم نسيج عظمي سليم وقوي.

تتواجد خلايا أوستيوبلاست في نسيج العظام، ومهمتها تجديد بناء العظام وإعادة ترميمها بشكل متواصل، والعمل على إنتاج بروتين أوستيود الذي يتم ترسيب الكالسيوم تدريجاً في داخله عندما تبدأ الخلايا العظمية بإفرازه. هكذا يتشكّل الجزء الصلب من نسيج العظام، بشكل قوي وسليم، كلما توافر شرطان مهمان: الأول زيادة نشاط هذه النوعية البناءة من الخلايا العظمية، والثاني توافر الكالسيوم ومواد كيماوية أخرى في الجسم، وداخل العظام نفسها.

في مقابل عملية البناء هذه، ثمة عملية مضادة، إذ تعمل نوعية أخرى من الخلايا العظمية، وتدعى خلايا «أوستيوكلاس» العظمية، على إذابة الترسبات الكلسية في نسيج العظم.

وجود هذه النوعية الهدامة من الخلايا العظمية مفيد لعمليات تجديد العظام وتزويد الجسم بالكالسيوم من مخزونه الموجود في العظم. لكن تظهر المشكلة حين يزداد نشاط هذه الخلايا المفتتة فتأتي أهمية فيتامين K الذي يؤدي دوراً محورياً في تهدئة نشاط خلايا أوستيوكلاس، والمساهمة في الحفاظ على عظام قوية.

حماية القلب
تحتوي الفاصوليا الخضراء على عناصر غذائية مهمة للوقاية من الأمراض، خصوصاً لأنها مصدر جيد جداً للفيتامينين E و C المهمّين كمواد مضادة للأكسدة، أي في عملية تخليص الجسم من تراكم الجذور الحرة، وتفاقم تأثيراتها على أنسجة الجسم، كالشرايين القلبية أو الدماغية أو أنسجة عضلة القلب والدماغ وشبكية العين والجلد وغيرها.

ولأن الفيتامين C يذوب في الماء، وفيتامين E في الدهون، فإنهما يسهمان في منع الكولسترول من ترسيخ ترسّبه وتشبّثه بجدران الشرايين القلبية والدماغية.

كذلك تحتوي الفاصوليا الخضراء على الألياف النباتية، خصوصاً الذائبة، وهي تمنع امتصاص الأمعاء للكولسترول الموجود في ما نتناوله من أطعمة حيوانية المصدر. أضف إلى ذلك أنها تُخفض نسبة الارتفاع السريع في نسبة سكر الدم بعد تناول وجبات الطعام، ما يحمي البنكرياس من كثرة إنتاج الأنسولين وإفرازه، وبالتالي تعزيز قدراته على تزويد الجسم بكميات كافية من الأنسولين، إذ يؤدي إجهاد البنكرياس إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بمرض السكري الناجم عن تدني توافر هرمون الأنسولين في الجسم.

لا تقتصر فوائد تناول اللوبياء الطازجة على هذه العناصر، بل توفّر أيضاً معادن البوتاسيوم والمغنيزيوم، ما يساهم في خفض ضغط الدم وتوسيع الشرايين القلبية وانتظام عمل أنظمة كهرباء القلب. ويساعد فيتامين الفوليت المتوافر في الفاصوليا الخضراء على تخلّص الجسم من مادة كيماوية ضارة بالشرايين، وهي مادة هوموسيستين homocysteine .

مناعة الجسم
محتوى الفاصوليا الخضراء المتنوّع من العناصر الغذائية، وقلة السعرات الحرارية في الحصة الغذائية منها، يجعلان منها غذاء مفيداً لصحة القولون ولرفع قدرات جهاز مناعة الجسم.

في جانب الأمعاء الغليظة، يساهم الفيتامينان C و Eفي وقاية القولون من الإصابات السرطانية، وذلك عبر تخليصهما الجسم من تراكم الجذور الحرة ذات التأثيرات الضارة على نواة خلايا القولون .

وتشير المصادر الطبية إلى أن الفيتامينات والفوليت لديها القدرة على منع حصول تلك التغيرات الضارة في حمض خلايا القولون النووي، عندما تتعرض لمواد كيماوية ذات تأثيرات مسرطنة.

لذلك احرصوا على تناول الألياف الغذائية، لأنها وسيلة فاعلة لتسهيل مرور فضلات الطعام خلال مجرى القولون، وللإزالة المواد الكيماوية الضارة فيه. وتعطينا الحصة الغذائية من الفاصوليا الخضراء حاجة الجسم اليومية من الألياف بنسبة 20%.

كذلك يساعد تزويد الجسم بفيتامينE، بهيئة «بيتا كاروتين»، وبفيتامين C، في مقاومة عمليات الالتهابات ونزلات البرد، بالإضافة إلى أمراض، من بينها حالات الربو والتهابات المفاصل وحساسية الجلد وغيرها...

تحتوي الحصة الغذائية الواحدة من الفاصوليا الخضراء على 10% من حاجة الجسم اليومية الى فيتامين B2، وهو وسيلة للحماية من الصداع النصفي، أو الشقيقة. إذ يضبط هذا الفيتامين عمليات إنتاج الطاقة والمركبات الناجمة عنها.

كذلك تمد الفاصوليا الخضراء الجسم بحاجته من الحديد بنسبة 10%. وما يسهل امتصاص الأمعاء للحديد النباتي هو توافر الفيتامين C. وكلما تم تأمين الحديد لجسم المرأة أو الحامل أو الطفل، كانت الفرص أفضل لتشكيل هيموغلوبين الدم، وبالتالي ترتفع قدرات الدم على حمل الأوكسيجين من الرئة وتوصيله إلى أعضاء الجسم المختلفة، كالعضلات وغيرها.